أحزان شاهندة مقلد جريدة العربي العدد 138 - 28 ديسمبر 2008 الصفحة الرئيسية | للاتصال | بحث

الاخبار
اسئلة و اجابات
اقتراحات
مناقشة قضية

جريدة العربي

العدد 138                 28 ديسمبر 2008

أحزان شاهندة مقلد

 

 

 

 

 

 

 

 

حاولت أن أجد كلمة أو صفة تسبق اسمها فلم أجد فى قاموس تلك الصفات البطولية والنضالية كلمة أشعر أنها تفى بحقها، ولذا فضلت أن يكون اسمها مجرداً.. شاهندة مقلد.. فهى شخصية من نوع فريد غير مسبوق فى حياتنا السياسية ونضالنا الاجتماعى وفى القلب معه قيادتها لحركة نضال الفلاحين.. ولم يكن طريقها ممهداً أو مفروشاً بالورود، بل كان طريقاً شاقاً كله تضحيات ما كان يقدر عليها غيرها

تزوجت شاهندة فى أواخر الخمسينيات من ابن عمتها صلاح حسين، الذى فجر حركة فلاحى كمشيش عام 1952 ولم يكن الحب وحده أساساً لزواجها وكذا إيمانها بالمعركة التى يقودها صلاح حسين ضد الإقطاع.. وزج بها صلاح إلى قلب المعركة بين الفلاحين الذين سقط منهم شهيدان من أصلب قادة الفلاحين أبوزيد أبورواش وعبدالحميد عنتر وسرعان ما اكتسبت ثقتهم وأصبح لها موقع إلى جانب زوجها ورفيق دربها.. ومن تلك اللحظة يأبى القدر بعد ذلك إلا أن ينتقى الأبطال الشهداء من أسرة واحدة وفى أضيق حلقاتها وكان ذلك قدر شاهندة متسلسل الحلقات: الأولي: عام 1962 استشهد فى معركة اليمن رائد طيار حامد حسين شقيق صلاح وفى نفس الوقت ابن عمة شاهندة.. وعلى الرغم أن حامد لم يكن له أى دور سياسى فى حركة الفلاحين.. فإن دوره فى مسار المعركة كان حاسماً لأبعد الحدود.. التحق حامد بكلية الطيران ويشاء القدر أن يكون فى نفس الدفعة حسين عبدالناصر ويسافرا معا إلى الاتحاد السوفيتى للتدريب على الطائرات الميج والسوخوى ويرتبطا بأواصر صداقة متينة.. تلك الصداقة التى وظفها صلاح حسين لصالح معارك الفلاحين، وذلك فى تخطى حصار الجهاز الإدارى المتعفن المساند للإقطاع فى إطلاع عبدالناصر عن طريق أخيه على حقائق حركة الفلاحين ضد الإقطاع.. مما انعكس بإشادة عبدالناصر فى خطبه بنضال فلاحى كمشيش الذى حمى ظهر الثورة.. ويسقط رائد طيار حامد حسين بطائرته شهيداً فوق جبال اليمن ويتلقى الصدمة صلاح وشاهندة حيث فقدا أهم ركائز نضالهما

الثانية: أبريل 1966 يسقط صلاح حسين شهيداً برصاص الإقطاع وتواجه شاهندة وحدها الصدمة والقدر وتعلو فوق أحزانها وتقود حركة الفلاحين بعد رفيق دربها.. ولو أنها دفنت زوجها ولزمت بيتها لتربية أولادها ما كانت هناك كمشيش

الثالثة: فى حرب 1973 يسقط شهيداً العقيد محمد مقلد، قائد معركة كبريت، ويقول المشير الجمسي: إن التاريخ العسكرى سيتوقف طويلاً أمام معركة كبريت وما قدمه العقيد محمد مقلد من بطولة عسكرية

الرابعة: شقيقها الأصغر أشرف مقلد يلتحق بكلية الطيران ويالغرابة القدر حيث تجمعهما دفعة واحدة بكلية الطيران وتربطهما صداقة متينة تطورت إلى صداقة أسرية عاطف السادات أخو الرئيس السادات وأشرف مقلد أخو شاهندة.. ويسقط أشرف شهيداً فى حرب الاستنزاف ويلحق به عاطف السادات شهيداً مع أول طلعات حرب 1973

أى قدر هذا وأى صلابة تلك وما تلك الشخصية التى عجزت أن أجد لها صفة تسبق اسمها.

 والآن.. ماذا أقول أمام مصيبة أم فى فلذة كبدها وأقرب أبنائها إلى قلبها.. فى المرات السابقة كنا نجد من الكلمات ما نتلعثم به.. ماذا نقول لقلب أم أنهكه التعب وتربص به القدر.. رحمة الله عليك يا وسيم كم كنت نبيلاً.. أما أنت أيها الأم العظيمة فعزاؤنا أن السماء وهبتك القدرة على تحدى قدرك.. فكم كنت عظيمة.. اللهم صبرا

 


الصفحة الرئيسية | الاخبار | اسئلة و اجابات | اقتراحات | مناقشة قضية

يجب توجيه الأسئلة والمشكلات المتعلقة بموقع ويب هذا إلى الحملة الإعلامية لمتابعة قضية مقتل وسيم صلاح حسين.
Copyright © 2009 ‏

. كافة الحقوق محفوظة.
التعديل الأخير: 08/17/09.