خاطبت الرئيس الروسي مباشرة وبتوقيع 60 مصرياً ليساعدها. شاهندة مقلد لا تزال تحمل جثة ولدها على كتفيها وتبحث عن قاتله جريدة الفجرالسنة الخامسة – العدد 209 – الأثنين – 29/6/2009 الصفحة الرئيسية | للاتصال | بحث

الاخبار
اسئلة و اجابات
اقتراحات
مناقشة قضية

جريدة الفجر

السنة الخامسة – العدد 209 – الأثنين – 29/6/2009

خاطبت الرئيس الروسي مباشرة وبتوقيع 60 مصرياً ليساعدها

شاهندة مقلد لا تزال تحمل جثة ولدها على كتفيها وتبحث عن قاتله

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  

 


 

مازالت المناضلة الكبيرة شاهندة مقلد تحمل أحزانها على كتفيها وتمضي بها باحثة عمن قتل ولدها في غابات روسيا، عندما كان الرئيس الروسي ميدفيديف يزور القاهرة منذ أيام قليلة أرست له شاهندة رسالة موقعة من أكثر من 60 مثقفاً وكاتباً وسياسياً مصرياً يطالبون فيها بأن يبحث عن القاتل.

تقول الرسالة: "فخامة الرئيس الروسي ميدفيديف تتوجه إليكم بهذه الرسالة أم مصرية لأؤكد لكم اعتزازي بتاريخ وعمق العلاقات المصرية وآمالي في تطور تلك العلاقة لصالح شعبينا، ولهذا أرجو صادقة أن يحظي طلبي التالي باهتمامكم، فقد اختفي ابني المواطن المصري وسيم صلاح الدين حسين في موسكو منذ نحو العام وعثرت الشرطة علي جثته في حينه، لكنها حتي الآن لم تتوصل إلي الفاعل، علما بأن الفقيد كان يحمل الجنسية الروسية إلي جانب الجنسية المصرية، وقد أساء الفاعل بجريمته النكراء إلي شعبين وحضارتين، وأنا هنا أتوجه إليكم ليس بصفتي شخصية مصرية عامة، بل كأم مصرية تثق تماما في سيادة العدالة الروسية وقدرتها علي التوصل إلي الفاعل، أكتب لكم بأمل أن تصدروا تعليماتكم للأجهزة المختصة لسرعة ضبط الفاعل وإعلان نتائج التحقيق في تلك الجريمة البشعة".

رسالة شاهندة مقلد إلي الرئيس الروسي سبقتها رسائل أخري إلي المسئولين في روسيا، في مايو الماضي أرسلت إلي السفير الروسي في القاهرة لخصت له القضية كلها قالت له: منذ حوالي عام عثرت السلطات الروسية علي جثة ولدي وسيم صلاح الدين حسين مقتولا بطريقة وحشية بمدينة موسكو، وحتي الآن فإن سلطات التحقيق لم تبلغني بأي نتيجة لهذه التحقيقات كما لم تقدم إجابة عن تساؤلات الرأي العام المصري ولا عن تساؤلاتي.

كانت تساؤلات شاهندة في رسالتها إلي السفير الروسي كلها مشروعة: من قتل ولدي؟ من مثل بجثمانه الطاهر وألقي به في نهر موسكو بجوار الكرملين؟ ألا تمثل هذه الجريمة البشعة بكل المقاييس الإنسانية تهديدا لأمن وأمان المجتمع الروسي؟ ألا يحمل ولدي الجنسية الروسية حتي تهتم جهات التحقيق بمعرفة القاتل أو القتلة؟

التمست شاهندة عند السفير أملا قالت له: لقد تقدمت ببلاغ إلي النائب العام الروسي عبر سفارتنا في موسكو، وكلي أمل أن ألقي العون والمساعدة من سعادتكم، فلقد تفضلت مشكورا بمساعدتي حتي تم العثور علي جثمان ولدي وأتيت به إلي أرض مصر ليدفن بجوار والده الشهيد ولأدفن أنا بجواره حين يحين الأجل، وسوف أبقي ممتنة لحضرتكم وفي انتظار إظهار الحقيقة في تلك الجريمة حتي لا أظلم أحدا بجريمة لم يرتكبها وحتي يقتص القضاء الروسي العادل من مرتكبي هذه الجريمة.

كان لافتاً أن توقع شاهندة مقلد رسالتها إلي السفير الروسي بوالدة القتيل الشهيد وسيم صلاح حسين، هي لا تعتبر ابنها مجرد قتيل، بل شهيد لأنها لا تعرف من قتله ولا لماذا قتله، كل ما تعرفه أن ابنها الذي كان يقف علي مشارف الخمسين من عمره - وسيم من مواليد 26 مارس 1962 - خرج من مصر بحثا عن عمل أفضل بعد أن ضاقت به السبل هنا في وطنه.

لم يكن وسيم شابا مواطنا مصريا عاديا بلا مؤهلات يسافر إلي بلاد الله كي يبحث عن فرصة عمل، لكنه كان مؤهلا بكل شيء، حصل علي الماجستير في الصحافة من كلية الإعلام بجامعة موسكو عام 1989، عمل كصحفي حر ومراسلا لبعض الجرائد والمجلات المصرية، عمل في مجال السياحة حيث تولي منصب مدير التسويق في شركة ألفا ستار بموسكو في الفترة من 1992 حتي 1997، ثم عمل في مجال تسويق مستحضرات التجميل حيث تولي منصب المدير التجاري لشركة نيالا لمستحضرات التجميل بموسكو في الفترة من 1998 وحتي 2004، اشترك في عدد من المعارض السياحية والتسويقية في معظم دول الاتحاد السوفيتي السابق وتركيا والمجر وإيطاليا.

كل ذلك لم يشفع له ليظل في وطنه الذي أصبح يطرد أبناءه ويأخذ أعداءه بالأحضان علي مرأي ومسمع من الجميع، قتل دون أن يعرف أحد السبب ولا من القاتل، ورغم مساعدة السفير الروسي لشاهندة في استعادة جثمان ولدها إلا أنه لم يرد عليها بخصوص تساؤلاتها حول التحقيقات التي يجريها النائب العام الروسي في القضية.

من يعرف شاهندة مقلد جيدا يعرف أنها لن تسكت حتي تعرف ماذا حدث لابنها؟ أن تصل إلي من قتله وتنظر في عينيه وتسأله لماذا فعلتها؟ كيف طاوعك قلبك أن تكون متوحشا إلي هذه الدرجة؟

لقد قدمت زوجها صلاح الدين حسين فداء لقضايا الفلاحين ومقاومة الإقطاع الذي اغتاله غدرا في الستينيات، ومن بعده لم تتوقف عن النضال دخلت السجون ووقفت في كل القضايا الكبري بعزيمة لن تلين، ولذلك لأنها ستصل إلي حقيقة ما حدث لابنها، لقد تحملت آلام اختفائه 6 أشهر كاملة لا تعرف مصيره.

وبعد أن عرفت وجاءت بجثته لتدفنها إلي جوار والده الشهيد بدأت مسيرة جديدة للبحث عن القاتل الذي حرمها من أغلي الناس عندها، وكأنها تحمل جثته علي كتفيها تدور حتي تعرف من فعلها، لحظتها فقط يمكن أن تهدأ، ساعتها ستجد له قبراً، إن القبر الذي وارته فيه ليس قبره، ولكن قبره في قلبها، تشعر به قلقا مضطربا ولن تهدأ إلا أن يهدأ هو.

من حق شاهندة مقلد أن تقف الدولة بكل أجهزتها معها وخلفها حتي يهدأ قلبها، لقد أعطت مصر كثيرا والآن من حقها أن تأخذ ولو قدرا يسيرا مما قدمته.

 


الصفحة الرئيسية | الاخبار | اسئلة و اجابات | اقتراحات | مناقشة قضية

يجب توجيه الأسئلة والمشكلات المتعلقة بموقع ويب هذا إلى الحملة الإعلامية لمتابعة قضية مقتل وسيم صلاح حسين.
Copyright © 2009 ‏

. كافة الحقوق محفوظة.
التعديل الأخير: 08/17/09.